<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"><tr><td colspan="2"> الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه.
(على المسلم أن يتمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ويفهمهما على فهم السلف الصالح وفي مقدمتهم الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وأهل القرون الثلاثة المفضلة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " [رواه البخاري ومسلم]..
وعلى المسلم أن يفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنفس و النفيس، وأن يتمسك بسنّته، ويهتدي بهديه [ظاهرا وباطنا]، بلا غلو ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط ، بل يكون منقادا للقرآن و السّنة ، حتى يعيش في الدنيا سعيدا و في الآخرة من النبي صلى الله عليه وسلم قريبا ..) هذا و لما كان منهج أهل السنة و الجماعة هو منهجٌ يتسمُ بالوسطية و الاعتدال بين الفِرق الضالة و الطوائف المنحرفة الأخرى، لذى أحببت أن أنقل موضوعين هامين ، الأول يتناول جانب الغلو و الثاني الجفاء ، وكما قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ :" خير الأمور أوساطها " الموضوع الأول : النهي عن الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم و فيه المحاور التالية :
• تعريف الغلو لغتاً وشرعاً. • بيان الأمور التي حصل فيها الغلو في حقه صلى الله عليه وسلم. • هل يجوز التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم ؟ والمعنى الحقيقي للتوسل. • التوسل نوعان : التوسل الشرعي و التوسل البدعي . • الشفاعة ، تعريفها وهي نوعان : شفاعة منفية ، وشفاعة مثبتة. • الإستغاثة ، تعريفها وحكمها . • من صور الغلو في حقه صلى الله عليه وسلم مما يُفعل عند حجرته ..من الأمور المبتدعة. • حكم الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم . • حكم الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم.
الموضوع الثاني : تحريم الجفاء في حق النبي صلى الله عليه وسلم وكفر من سبّه أو استهزأ به.
وكل هذا من إفادة شيخنا أبي سعيد بلعيد الجزائري حفظه الله تعالى في رسالته : منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وفضله وحقوقه على أمته.
تعريف الغلو في اللغة : هو الارتفاع و مجاوزة الحد. وفي الشرع : مجاوزة حدود ما شرع الله سواء كان في الاعتقاد ،أو القول أو العمل . حكمه : حرام ـ بالاتفاق ـ وقد ذمّه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال تعالى " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ " [ النساء/171] .. وقال صلى الله عليه وسلم :" إياكم و الغلو في الدين؛ فإنما هلَكَ من كان قبلكم بالغلو في الدين " [ ص ج للألباني /2680]. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" هلك المتنطعون " قالها : ثلاثا " [رواه مسلم]. و المتنطعون : هم المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم ، المشدّدون في غير موضع الشدّة . وقال صلى الله عليه وسلم :" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد الله ورسوله " [رواه البخاري]. الإطراء : الإفراط و المبالغة في المدح ، لأن ذلك مدعاة للشرك والانحراف عن الطريق السوي. تنبيهٌ مهمٌ :[ النهي عن الإطراء لا يعني التقليل من قدره صلى الله عليه وسلم وتوقيره ، فإن للتوقير و العظيم وسائله المشروعة في الكتاب و السنة ، فقد اسمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى جارية تنشد في عرس فقالت :" ... وفينا نبيّ يعلم ما في غد "فقال لها :" لا يعلم ما في غد إلا الله دَعِي هذا " [ صحيح رواه أحمد و النسائي في اليوم و الليلة]. وقال له رجل :" ما شاء الله وشئت " فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أجعلتني لله ندا . بل ما شاء الله وحده " [ص ج للألباني/6204]. وما اكثر الحلف به وبذاته صلى الله عليه وسلم وقد نهى عن ذلك في قوله :" من حلف بغير الله فقد أشرك " [ص ج للألباني/6204] .../... يتبع بإذن الله تعالى
</td></tr></table> |